تقنيات الترجمة الصوتية الفورية
سمعنا عن تقنيات مثل التعرف على الكلام لتحويله إلى نصوص والتعرف على الخطوط والمحارف لتحويها إلى نسق رقمي من النصوص أو حتى الكلام text to speech إلى آخر قائمة التقنيات تلك. لكن تقنية جديدة للتعرف على الكلام speech to speech وتحويله إلى كلام بلغة أخرى هي أحدث التطورات التقنية التي تهمنا جميعا.
فما هو الدافع إلى هذا النوع من تقنيات الترجمة؟ يأتي الجواب من الاتحاد الأوروبي الذي يجمع في ظلاله 23 لغة ويستدعي ذلك حشد جيش من المترجمين لتحويل الوثائق الهامة بكلفة مليار يورو سنويا، فضلا عن ملايين أخرى تدفعها الشركات في تعاملاتها التجارية لأغراض الترجمة في دول الاتحاد الأوروبي. يدعى نظام الترجمة الصوتية ذاك تي سي ستار TC-STAR الذي يهدف إلى تحويل الكلام من لغة أولى إلى كلام بلغة ثانية.
يتألف النظام من ثلاثة مراحل الأولى هي التعرف التلقائي على الكلام Automatic Speech Recognition (ASR) حيث يجري تحويل الكلمات المسموعة إلى نص يليها مرحلة ترجمة الكلمات المسموعة Spoken Language Translation (SLT) من اللغة المصدر إلى اللغة المستهدفة بالترجمة، أما المرحلة النهائية فهي تحويل النص إلى كلام Text to Speech Synthesis (TTS) لاستكمال العملية من خلال تحويل الكلمات في النص إلى كلام أي قراءتها آليا. ورغم أن كل هذه التقنيات مألوفة إلا أن أي منها لم يصل بعد إلى مرحلة تامة من النضوج. ولضمان نتائج مقبولة للنظام تي سي ستار فقد جرى اعتماد تقنيات متعددة في كل مرحلة من عملية التحويل مما رفع من جودة وسوية النتائج. وكانت نتيجة اختبار النظام في تحويل بث إذاعي باللغة الصينية إلى كلام مفهوم ودقيق باللغة الإنكليزية مثيرة للإعجاب. ورغم أن المشروع سيحتاج لسنة أو أكثر حتى يصبح بمستوى يضاهي الترجمة الفورية من قبل المحترفين في هذا المجال من الترجمة إلا أنه جرى طرح مكونات النظام مجانا على الإنترنت بأسلوب المصادر المفتوحة. وتمثل هذه المكونات المجانية فرصة مذهلة للمطورين والشركات العربية بدلا من شراء ترخيص تجاري للترجمة من الشركات الغربية. ويمكن الوصول إلى كل هذه من خلال المواقع التالية: